اللغة والدراسات البينية

إن من سبل توليد الأفكار المهمة المؤثرة الوقوف على جوانب العلوم المختلفة المتداخلة؛ ففيها تتراكب الأطياف وتختلف الرؤى وتتفجر الإبداعات. وإن في ذلك لدرجات أعمق مما يتخيله المنحصرون في إطار الطائفة المتلاقية من العلوم، تبدأ منها وتكاد لا تنتهي إلى غاية؛ إذ تظل بين كل ما أنتجه عقل الإنسان علاقة تستحق التأمل.
تتدرج هذه التداخلات المقصودة من تداخل الأصوات والصرف والمعجم والنحو مثلا، إلى تداخل الأصوات اللغوية وغير اللغوية، فتداخل مفردات الحقول الدلالية ومفردات المعيشة الحضارية، فتداخل النحو (هيكل اللغة العظمي) والإيقاع (هيكل الموسيقى العظمي)ØŒ إلى تداخل الأصول النحوية والتشريعية،…ØŒ إلى غير ذلك.
من ثم ينبغي ألا تخلو مراجع هذا المقرر من أبحاث يوسف شوقي في الإيقاع بين العروض والموسيقى، وأبحاث فؤاد أبو حطب وآمال مختار عمر في لغة الموسيقى، ولا من دراسة بعض المهندسين للمعمار بين اللغة والهندسة، ولا من الوضع الحكيم بين اللغة والمنطق منذ تناظر فيه السيرافي ومتى بن يونس إلى أن استفاد منه زكي نجيب محمود ومحمد عابد الجابري، ولا من أسلوب التعبير ومنهج التحليل بين اللغة والقانون، ولا من أبحاث أمراض الكلام بين اللغويين والأطباء وما يلزم فيها من تشريح أعضاء النطق.

Related posts

Leave a Comment